lundi 23 avril 2012

حوار مع الباحثة التونسية الدكتورة منيرة هماني مكتشفة الجينة المتسببة في مرض وراثي للعيون


تحصّلت الدكتورة منيرة هماني على جائزة اليونسكو لأفضل بحث علمي في موكب مهيب وهو تشريف جديد للتونسية الحرّة التي شرّفت بلدها و كل نساء تونس  ونعيد نشر اللقاء الخاص معها في القيروان


في اليوم العالمي للمرأة حوار مع  الباحثة التونسية الدكتورة منيرة هماني مكتشفة الجينة المتسببة في مرض وراثي للعيون على هامش الندوة التي نظمتها حركة النهضة بالقيروان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة كانت لنا فرصة للقاء الباحثة والعالمة التونسية المتألقة الدكتورة منيرة هماني عيفة
 وهي متخصصة في مجال الوراثة الجزيئية البشرية وأستاذة محاضرة بكلية العلوم بصفاقس وقد توصلت إلى اكتشاف علمي على درجة كبيرة من الأهمية يتمثل في التعرف على جينة جديدة متسببة في مرض وراثي يصيب العينين وهو ما رشحها لنيل جائزة لوريال يونسكو   2012 التي سبق أن نالتها سنة 2002.
سألنا الدكتورة منيرة عن سرّ توفيقها بين البحث العلمي وحياتها الشخصية فأكدت على صعوبة هذه المعادلة أو الثنائية وأن المرأة في مجتمعاتنا العربية مازالت ممزقة بين مشاغل البيت والعمل، ولكن إذا وُجد الحافز العلمي فلا يجب التخلّي عنه رغم صعوبة التوفيق للمرأة خصوصا، ورسالتها إلى  كل شابة مقبلة على البحث العلمي والتدريس أن تُخلص نيتها أولا لله وأن تكون غايتها إعزاز دينها ووطنها بنتائجها المشرفة، وأن تبدع دون التخلي عن هويتها وواجباتها كأم وزوجة، ومواجهة العراقيل وعدم  التخلي عن الأبحاث وإن لزم الأمر التخفيض في وتيرة البحث دون الانقطاع عنه تماما.
وحول مدى تلاؤم البحث العلمي مع وضع المرأة في مجتمعاتنا العربية المسلمة اعتبرت الدكتورة نفسها محظوظة حيث ينتمي زوجها لنفس المجال، فهو يتقبل أن يكون حيز كبير من حياة المرأة مخصص للبحث ولكن هناك دائما الواجبات المنزلية وخصوصا تربية الأطفال، مع عراقيل البحث العلمي في تونس بصفة عامة وهو ما جرنا للسؤال عن هذه العراقيل والمشاكل التي تواجه الباحثين في تونس .
 الدكتورة منيرة وجهت دعوة لفتح هذا الملف بجدية للتوصل إلى المشاكل وتحديدها في جميع المستويات، ومن أهمها تحديد المواضيع التي يجب أن تتركز فيها مجهودات البحث العلمي، كما دعت إلى  ترشيد مجالات البحث دون نظرة ضيقة بل بآفاق موسعة للإجابة عن أسئلة من نوع أين نريد الوصول بالبحث العلمي في تونس، وما هي المجالات التي يجب أنّ يركز فيها المجهود الجماعي، بمعنى اختيار أهداف محددة لمصلحة تونس وليس لمصالح شخصية ضيقة. وأشارت إلى مشكل كبير يعترض البحث العلمي في تونس وهو البطء في وصول طلبيات المواد والمستحضرات الضرورية للبحث بسبب كثرة الوسطاء والروتين الإداري، وقد تنقضي سنة كاملة قبل الحصول عليها مما يوقف البحث ويهدر الجهد المبذول.
أما بخصوص الإغراءات والعروض من قبل الجامعات ومراكز البحوث الأجنبية  أكدت الدكتورة بأن معظمها كان قبل الوصول إلى النتائج الهامة التي حققت وقد طلبوا مدهم بالجينات والنتائج الأولية مقابل تشريك فريق البحث في المجلات العلمية وغيرها، لكن بفضل لله لم نستسلم وأصررنا على مواصلة عملنا رغم طول الوقت وحققنا نفس النتائج مع فريق أمريكي كان يجرى تجاربه  على الفئران.
وفي سياق مختلف للحوار أردنا أن نعرف رأي الدكتورة منيرة هماني كامرأة تونسية حول المسائل التي يجب التأكيد عليها عند كتابة الدستور الجديد ، فأجابت بأن المساس بحقوق المرأة المدنية التي اكتسبتها خط أحمر، ولا يمكننا الرجوع إلى الوراء بالمفهوم الايجابي للكلمة لأن كلمة تقدم تحتمل عديد المفاهيم المختلفة، إذ لا بدّ من التركيز على مبدأ المساواة بين النساء والرجال في التعلم والبحث، وأكدت على أنّ مشكل المرأة مشكل زائف ومفتعل فمشاكلنا الحقيقية هي التشغيل والتنمية، ولا بد من فتح نقاش حول المصالحة بين الشباب والتعليم والمستقبل فهذه مشاكلنا الحقيقية وأضافت بأن تونس تتميز بكونها دولة مؤسسات منظمة والدليل على ذلك تواصل التعليم والإنتاج وقت الثورة ولم يكن هناك إحساس بأي نقص أو تعطيل ويجب على كل التونسيين رجالا ونساء تعلم ثقافة الاختلاف وقبول الرأي الآخر مع البعد عن المواضيع التي تفرق ولا تجمع.
حاوها خالد السقني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire