vendredi 20 avril 2012

مهرجان تقطير الورد والزهر بالقيروان


مهرجان تقطير الورد والزهر بالقيروان

انطلق منذ حوالي أسبوعين موسم بيع الورد والزهر والعطرشية بمدينة القيروان وبدأ ما يمكن تسميته إصطلاحا بمهرجان "التقطير" حيث تقبل العائلات القيروانية في تقليد قديم على تقطير كل الأعشاب والنباتات ذات الرائحة الزكية أو الاستعمالات الطبية وشأن ذلك شأن العولة السنوية من الكسكسي والزيتون والزيت وغيرها.
وكعادتهم افترش الباعة الأرصفة تحت أسوار المدينة العتيقة المجاورة لباب تونس وتلون الشارع بألوان الورد العربي القيرواني والزهر النابلي والعطرشية والنسري والنعناع وانتشر عبق من الروائح الزكية يهز أنفس المارة ويجذبك للفرجة والشراء غصبا عنك لا طوعا.
السيد محسن زنازن أحد التجار تحدث عن مصادر بضاعته  فهي بالأساس إنتاج محلي لولاية القيروان وخاصة الورد والعطرشية والتى يتم زراعتها بكثافة في منطقة الخزازية وذراع التمار وزعفرانة اما الزهر فيتم شرائه من الوطن القبلي، وحول اختيار هذا المكان لعرض البضاعة فقد أكد لنا كل الباعة بأن البلدية كانت قد قامت بتجربة تخصيص فضاء لهذه التظاهرة يجمع البائع والمشتري في مكان مهيأ ولكن سرعان ما تم التخلي عن هذه المبادرة فلم يجد الباعة بدا من العودة الى الأرصفة أما بخصوص الأسعار فقد اتفق جميع العارضين على أن الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع وتتلاءم مع جودة البضاعة المعروضة رأي لا تشاركهم فيه السيدة  أمال التمومي إحدى الزبائن والمعتادة على شراء الورد والزهر كل سنة وأضافت بأن الأسعار هذه السنة مرتفعة مقارنة بسابقاتها من السنوات حيث بلغ سعر كيلوغرام الورد العربي 7 دنانير وسعر الزهر 6د .

وعند الحديث عن تقطير الورد والزهر لا يمكننا نسيان الأداة التى تستعمل للغرض وقد تحولنا الى سوق النحاسين والتقينا بالحرفي وصانع النحاس السيد كمال الصدفي والذي حدثنا عن أنواع "القطّار" حيث تزدهر صناعة "قطار الزنك" وذلك لسعره الزهيد وهو في متناول الجميع  حيث لا يتجاوز سعر الحجم الكبير 22د كما أنه ساهم في مزيد الاقبال على التقطير المنزلي وعلى عكس "قطّار النحاس" التقليدي والذي قد يصل سعره الى 300د وكان ولا يزال اقتنائه حكرا على العائلات الميسورة.
وبالطبع بعد إتمام التقطير يجب حفظ مياه الورد أو الزهر في قوارير بلورية خاصة تسمى " الفاشكة"  ذات أشكال وألوان مختلفة ، السيد محمد نبيري صاحب محل لبيع هذه القوارير بسوق "الرحبة" وصف الاقبال بالمتوسط رغم السعر المناسب حيث لا يتجاوز سعر القاروة 2د على عكس القوارير المزخرفة التى تبيعها جارته السيدة                                   جنينة بسعر يتراوح بيت 12 و 25د نظرا لكونها مزخرفة وتصلح للحفظ وللزينة وتوضع خصيصا في جهاز العرائس.
ورغم هذه الحركية الاقتصادية التى تعرفها أسواق القيروان بالمناسبة فمازال هذا القطاع مهمشا ويفتقد للتحديث والتعصير فعلى سبيل الذكر لا يوجد أي مصنع في القيروان لاستخراج زيوت الورد وغيرها رغم أسعارها المرتفعة والطلب المتزايد عليها في الخارج ومن مصانع العطور العالمية .
تغطية خالد السقني


1 commentaire: