samedi 21 avril 2012

تسول الصغار...يميت أحلامهم ويحي أطماع الكبار


تسول الصغار...يميت أحلامهم ويحي أطماع الكبار


التسول هي ظاهرة قديمة ومستمرة وهي تعتبر من اكثر الظواهر خطرا على المجتمعات فكيف اذا كانت هذه الظاهرة تمتد الى الاطفال الصغار دون سن البلوغ
 و استغلالهم بسبب ظروف الفقر والعوز لإقحامهم في العمل بالتسول  كحل لمشاكلهم المادية ، فحرمان الاطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وإدخالهم في عالم بعيد عن عالمهم كل البعد يجعلهم يفقدون حسهم الطفولي ويكتسبون عادات شاذة ويتعلمون تصرفات لا تنسجم مع طفولتهم البريئة اضطروا لتعلمها بسبب الاحتكاك اليومي بذاك المجتمع الذي لا يناسب اعمارهم ولا عقولهم التي لم تنضج بعد لتميز الصحيح من الخطأ والجيد من الرديء مما ينتج لهذا المجتمع جيل شاب اميّ غير متعلم وعالة على هذا المجتمع لا ينتج سوى الكثير من المشاكل الاجتماعية لاحقا أو التحول الى الجريمة او الدخول في عالم المخدرات والانحرافات التي لا تنتهي.
ان المستفيدين من تشغيل الاطفال بالتسول يستغلون الطرفين بطريقة غير انسانية فالطفل الصغير يدخل الى عالم مجنون لا يعرف سوى المصالح والمنفعة ولا يفقه غير المادة وكيفية الحصول عليها بذلك تتحول تلك البراءة وتتشوه وبالمقابل يتم استغلال مشاعر الناس المتعاطفة مع الاطفال لكونهم يثيرون مشاعر الشفقة والإحسان مما يزيد من تلك الظاهرة وانتشارها .
محمد علي ، كمال ، كريم و علي ...أطفال لم تتجاوز أعمارهم 14 سنة التقيناهم في شوارع مدينة القيروان وقد اشتركوا في المظهر البائس والملابس المرقعة التي تغيرت ألوانها من كثرة الأوساخ وجمع بينهم التسول أمام المغازات وفي المقاهي وأمام المساجد وقد رفض أغلبهم أن يتكلم الينا بادئ الأمر وكانوا حذرين رغم صغر سنهم ثم وافق بعضهم على التحدث مقابل سخائنا معهم , وقد أخبرنا محمد علي عن حياة اسرته التى تمتهن التسول بالوراثة وقال في ما معناه "نحن نتسول لأن هذا ما وجدنا عليه آباءنا "  أما الدراسة فقد اعتزلها منذ زمن بتشجيع من والده وهو يكسب يوميا أفضل من مرتب موظف حكومي, أما زميله كريم والذي يصغره سنا ويقطن معه في نفس الحي فهو يمارس التسول خارج أوقات الدراسة ولا يرى والده المريض والمقعد ضيرا في ذلك مادام يساعد في توفير حاجيات عائلته ، في حين أخبرنا كمال بقصة أول يوم أجبره والده على ترك المدرسة والتفرغ للتسول وكيف اوسعه ضربا لما رفض وعاد خلسة الى الدرس وعن محاولة أحد معلميه عبثا أن يقنع والده بالعدول عن قراره ولم يفلح أمام إصرار هذا الأخير وقناعته بأن مهنة التسول خير لأبنه من الدراسة...وبالطبع رفض كلهم اصطحابنا الى مقر سكناهم خوفا من بطش مشغليهم.
ان هذه الظاهرة الخطيرة  بحاجة لجهود منظمة ولخطط من اجل القضاء عليها ولوعي من كل افراد المجتمع بضرورة ايجاد الحلول  وعدم الانسياق وراء العواطف واستثارة المشاعر لان التعاطف بمثل هذه الحالات يزيد من هذه المشكلة بدلا من تداركها فالأطفال مكانهم الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وعالمهم الجميل البرئ وأحلامهم البسيطة الصغيرة وبين العابهم الطفولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص يمدون ايدهم للحصول على المال الذي سيقضي على طفولتهم مستقبلا وسيكون هو النهاية لحياتهم الكريمة لاحقا وموتا اكيدا لكل طموح او مستقبل كان ممكن ان ينتظرهم يوما……
تحقيق خالد السقني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire