dimanche 15 avril 2012

أين حق المواطن في السكن اللائق؟



أين حق المواطن في السكن اللائق؟
لكل إنسان الحق في سقف يأويه ويمكّنه من ممارسة حياتـه ضمن شروط الخصوصيّة، حيث يشمل هذا المأوى شروطا معيشيّة لائقة، في محيط يُتيح التشغيل، ويضمّ بنية تحتية وخدمات اجتماعية و تقع على الدولة مسؤولية ضمان إتاحة المسكن لجميع المواطنين.
ولكن حقيقة الأمر أن كرامة العيش التى صدحت بها حناجر الصغار والكبار أثناء الثورة وبعدها مازالت لم تترجم في توفير مسكن لائق لآلاف الأسر التى مازالت تعيش في أكواخ لا تصلح حتى لحفظ الدواب ، ومن هذه العائلات التى مازالت تحلم بمسكن يأويها ويقيها برد الشتاء وحر الصيف  عائلة المواطن مبروك الحامدي وهو عامل يومي أصبل منطقة الوسطية من معتمدية القيروان الجنوبية ويعيش وأسرته المكونة من زوجة وبنت في الرابعة عشر وولد في الثانية عشر مكدسين بعضهم فوق بعض في غرفة مفردة لا تزيد مساحتها على 10 متر مربع ويلتحفون بسقفها الفولاذي (زنك) الذي يقطر مطرا في الشتاء ويحول غرفتهم الى فرن في الصيف، هذا الجحر الذي ضاق بساكنيه الأربعة وحرمهم الخصوصية والراحة تجاوره بعض صفوف الآجر المصفوفة بدون إسمنت تستعملها الأسرة كمطبخ وقن للدجاجات التى تشاركهم المحنة ، هذه الجدران الافتراضية تهدد بالسقوط كلما هبت ريح قوية شأنها شأن جدران زاوية سماها أهل الكوخ اصطلاحا بدورة المياه وليس فيها قطرة ماء .
السيد مبروك حفيت قدماه من كثرة التردد على المعتمدية وتعب من تقديم المطالب ولكن بعد المثابرة قررت هذه الأخيرة إرسال خبير من التجهيز لمعاينة الوضعية على الأرض ورفع تقرير فني لتقديم المساعدة وبعد ما تم ذلك وقدرت تكلفة بناء غرفة ومطبخ ودورة مياه بحوالي 4000 دينار فوجئ هذا المواطن بتسليمه وصل شراء مواد بناء بقيمة 600د وهو مبلغ لا يسمح حتى ببناء جدار وقد قبل المبلغ على مضض وشرع في وضع الأساسات ولكنه سرعان ما عجز عن إكمال ما بدأه لغلاء أسعار مواد البناء ولقلة ذات اليد وهو الآن وعائلته يستصرخون أهل الخير ويطلبون الغوث من أهل الرحمة وجمعيات المجتمع المدنى بعد أن انقطع رجائهم من مساعدة السلطات لهم والعائلة لا تطلب المستحيل ولا تطلب التشغيل بل تطلب مساعدة في إتمام بناء منزل متواضع يشعرهم بالطمأنينة ويشعرون داخل جدرانه بإنسانيتهم وكرامتهم المهدورة.
خالد السقني




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire