mercredi 13 juin 2012

امتحانات الباكالوريا - احتجاجات جرّاء تسريب الاختبارات...وتنامي ظاهرة الغش تثير الجدل

القيروان : امتحانات الباكالوريا - احتجاجات جرّاء تسريب الاختبارات...وتنامي ظاهرة الغش تثير الجدل

عادة فرض مادة العربية آداب تأجيل اختبارات يومي الثلاثاء والأربعاء الى يومي الجمعة والسبت. والسبب تسرب في الاختبارات ولد احتجاجات وجدل غير مسبوق لكن كيف ينظر المترشحون الى قرار الوزارة؟ هذا ما يبرزه النقل التالي:



 الشروق» رصدت ردود افعال بعض المترشحين حول الاجراءات المتعلقة بإعادة اختبار مادة العربية بالنسبة لشعبة الآداب وتأجيل اختبارات يومي الثلاثاء والأربعاء فتراوحت بين مرحب بالقرار مؤكدا على ربح الوقت والحصول على فرصة «تدارك» وإعادة ترتيب الأفكار، وبين من يعتبرها تبديدا للجهد وزيادة في الضغط النفساني وارباك للنسق العادي للامتحانات. كما كان لبعض الأساتذة المراقبين مواقف تتعلق بقرار الوزارة. واحتجاجات من قبل المترشحين وبعض المصالح الادارية في مندوبية التربية. تتزامن مع تحركات جانبية على اكثر من صعيد.

ايجابية...واستنكار

عبد الرؤوف البراك (رياضيات بالمعهد النموذجي) اعتبر ان هناك ايجابية في هذا القرار تتمثل في اعطاء المترشح اكثر فرصة للمراجعة ومزيد التركيز على بعض المواد. لكنه اشار في المقابل الى تاثير هذا القرار في الجانب النفساني ومضاعفة الضغط الاسري خاصة مع تواتر الاشاعات حول وجود تسريبات اخرى وامكانية إعادة الدورة كاملة وهو ما يربك المترشح.

زميلته لينة الحيلوي (المعهد النموذجي) اعربت عن استيائها من هذا التأجيل وعبرت عن استنكارها من التسريبات واعتبرت قرار التأجيل غير مبرر لانه يشتت تركيز المترشح ويدخله في دوامة من التشكيك. وهو نفس الموقف الذي عبر عنه يحي الفتايتي (رياضيات).
 
اما محمد الجبالي (معهد ابن رشيق) فطالب بإعادة كل الاختبارات مع الحرص على اتخاذ كل الإجراءات لضمان عدم تكرار التسريبات لتحقيق مبدإ تكافؤ الفرص خاصة وان هناك إشاعات عن وجود تسريبات في اكثر من مادة واكثر من شعبة.

حمل ثقيل

وسيلة التواتي (مترشحة 45سنة) اعتبرت ان إعادة اختبار العربية من المسائل التي تشعرها بالإحباط بعد اجتيازها الامتحان بامتياز وبعد ان ظنت انها أزاحت حملا ثقيلا عن كاهلها واعتبر زوجها (مربي) انه ما باليد حيلة وانه يعمل على الرفع من معنوياتها لمواصلة بقية المشوار. ويدعو الى العمل على عدم تكرار مثل هذه الأخطاء.
من جهة ثانية عبر بعض الأساتذة عن استيائهم مما حصل. وأشار الأستاذ منصور بن عثمان إلى استياء الأساتذة من عملية التأجيل من تمطط مدة الاصلاح والمراقبة. كما اشار بعض الاساتذة المراقبين الى مسالة أساسية تبدو اخطر من تسريب الامتحانات الا وهي عمليات الغش التي تشير تصريحات عديد المراقبين والمترشحين الى انها متفشية بشكل كبير. وطالبوا بالتصدي لها.

الغش جناية...ما الحكاية

تعد ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية من اخطر المشاكل التي يواجهها النظام التعليمي. والظاهرة قديمة لكنها عرفت في السنوات الأخيرة تطورا وتجديدا بفضل طفرة الاختراعات وثورة الاتصالات وأصبح هذا السلوك غير القانوني مواكبا للتطور التكنولوجي وتمت الاستفادة منه بشكل كبير. حيث تركت ورقة «الفوسكة» مكانها لتكنولوجيا الاتصال وتحديدا ل «كيت بلوتوث».

حيث تم ضبط عديد حالات الغش في اختبارات الباكالوريا بإعداد متفاوتة بين مركز وآخر. منها التفطن الى مترشحة تخفي جهاز الجوال وهي بصدد استعماله. وهذا ما يتم التفطن اليه وما خفي كان اعظم. ومن خلال شهادات لعدد من المترشحين فان بعضهم اعتمد على الهاتف الجوال من اجل الغش في الامتحان وباعتماد السماعات اللاسلكية. وذلك رغم اللافتات التحسيسية التي تم تعليقها من قبيل «الغش جناية فأنسى الحكاية» و«لا تغش ولا تتغر ولا تعرض روحك للخطر». وقد عرض بعض المترشحين انفسهم للخطر ولكن يبدو ان التيار اقوى من عمليات التحسيس.

السيد عبد المجيد المخلوفي رئيس (مركز امتحان بالقيروان) اقترح على وزارة الإشراف مزيد تدعيم جهود مقاومة الغش وظاهرة الهواتف الجوالة بتوفير آلات قطع شبكة الهاتف الجوال في كل مراكز الامتحان وعدم الاقتصار على الطرق التقليدية في المراقبة والتفتيش والتحسيس لأنها غير ذات جدوى وفاعلية.

الأستاذ طارق من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل ويقوم بالمراجعة لبعض تلامذة الباكالوريا لكسب عيشه اكد انه تعرض الى عديد الضغوطات من بعض المترشحين وأوليائهم للمشاركة في عملية «التغشيش» عبر الهاتف أي «التكييت» بمعنى أن يكون في الطرف الآخر من الهاتف يوم الاختبار ويملي الإجابات على المترشح الموجود في القاعة والمجهز بسماعات صغيرة الحجم لاسلكية مرتبطة بالجوال. وقد أكد لنا بأن الظاهرة قد تفاقمت. ونقل لنا شهادة بعض التلاميذ الذين اكدوا له إن المراقبين لا يمكنهم كشف الأمر وإن تم ذلك فإن أغلبهم يغض الطرف مما شجع البقية على شراء هذه التجهيزات «الاستخباراتية» والتي تتراوح أسعارها بين 90د و120د وهي متوفرة عبر مسالك غير شرعية.

التحليل النفسي والاجتماعي لـ«الغش»

السيد فتحي غرسلي  الأخصائي الاجتماعي ورئيس وحدة النهوض الاجتماعي بالقيروان أشار إلى أن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الغش في الامتحانات هي العائلات التي تصادر حق الاختيار لأبنائهم وفرض مسار دراسي قد لا يتلاءم مع قدراتهم مما قد يدفع التلميذ إلى بذل جهود مضاعفة ترهقه بدنيا وذهنيا أو تدفعه في بعض الأحيان لمحاولة الغش لمجرد الاستجابة لرغبة أوليائهم الجامحة في الالتحاق بإحدى الجامعات وبالطبع «فالتكييت» من أسهل الطرق وأكثرها نجاعة بالنسبة للتلميذ المقدم على الغش .

وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط بل قد تتعداها إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم .


خالد السقني

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire