mercredi 13 juin 2012

تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات


 تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات

 تعد ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية من اخطر المشاكل التي يواجهها النظام التعليمي وأوسعها تأثيرا على حياة التلميذ والمجتمع حوله فالغش حلقة متلازمة ثلاثية معروفة تتكون من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة ، ولا شك أن الظاهرة قديمة لكنها عرفت في السنوات الأخيرة تطورا وتجديدا بفضل طفرة الاختراعات وثورة الاتصالات وأصبح هذا السلوك المشين مواكبا للتطور التكنولوجي ومن أبرز المستفدين منه حيث تركت " الفوسكة" مكانها "للكيت بلوتوث".
وهذا التطور في وسائل الغش في الامتحانات وخاصة منها الوطنية أصبح خطرا حقيقا يجب مجابهته بالطرق المناسبة والبحث المعمق عن أسباب تنامي هذه الظاهرة وعدم تواني بعض الأولياء عن اقتناء تجهيزات بمئات الدنانير لمساعدة أبنائهم على الغش الالكتروني.
السيد عبد المجيد المخلوفي رئيس مركز الامتحان بالمعهد الثانوي ابن رشيق بالقيروان إقترح على وزارة الاشراف مزيد تدعيم جهود مقاومة الغش وظاهرة الهواتف الجوالة بتوفير آلالات قطع الإشارات في كل مراكز الإمتحان وعدم الاقتصار على الطرق التقليدية لأنها جدواها أصبح مشكوكا فيه.
الأستاذ طارق من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل ويقوم بالمراجعة لبعض تلامذة الباكالوريا لكسب عيشه تعرض لعديد الضغوطات من بعض المترشحين وأوليائهم للمشاركة في عملية " التكييت" بمعنى أن يكون في الطرف الآخر من الهاتف يوم الاختبار ويملى الإجابات على المترشح الموجود في القاعة والمجهز بسماعات مجهرية لاسلكية مرتبطة بالجوال. وقد أكد لنا بأن الظاهرة قد تفاقمت وحسب شهادة بعض التلاميذ فإن المراقبين لا يمكنهم كشف الأمر وإن تم ذلك فإن أغلبهم يغض الطرف  مما شجع زملاءهم على شراء هذه التجهيزات الاستخباراتية والتي تتراوح أسعارها بين 90د و120د.
السيد فتحي غرسلي  الأخصائي الاجتماعي ورئيس وحدة النهوض الاجتماعي بالقيروان أشار الى أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الغش في الامتحانات هي العائلات التي تصادر حق الاختيار عن أبنائهم وفرض مسار دراسي قد لا يتلاءم مع قدراتهم مما قد يدفع التلميذ إلى بذل جهود مضاعفة ترهقه بدنيا وذهنيا أو تدفعه في بعض الأحيان لمحاولة الغش لمجرد الاستجابة لرغبة أوليائهم الجامحة في الالتحاق بإحدى الجامعات وبالطبع " فالتكييت" من أسهل الطرق وأكثرها نجاعة بالنسبة للتلميذ المقدم على الغش . وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط بل قد يتعداها إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم .
خالد السقني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire