dimanche 1 décembre 2013

استنشاق " الكول "...استنشاق الموت...



يحدث في مدارس وإعداديات القيروان...

استنشاق " الكول "...استنشاق الموت...


 من الظواهر الخطيرة التي تفاقمت في أوساط تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية بمدينة القيروان ، ظاهرة استنشاق مادة اللصق الصناعي أو ما يسمى " الكول " ، هذه المادة الكيميائية التي تنتمي إلى عائلة المذيبات الطيارة المشتقة من البترول ومشتقاته والتى غالبا ما  يتم سكبها في كيس مناسب من الورق أو البلاستيك؛ ثم يدس الوجه فيه مباشرة لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة.

ويلجأ بعض المراهقين أحياناً إلى ترطيب قطعة قماش "بالكول" ثم تطبق بعد ذلك على الفم أو الأنف للاستنشاق. وقد تصب هذه المادة اللاصقة في وعاء معدني يسخن على النار، ثم تستنشق حالاً الأبخرة المتصاعدة التي تحل  محل الأكسجين بنسبة عالية، ويؤدي استنشاق هذه الأبخرة السامة إلى دوار شديد ينجم عن نقص الأوكسجين في الدم، وبالتالي نقص تروية الخلايا الدماغية بكمية كافية من الأوكسجين. وإذا طالت مدة استنشاق الأبخرة انتهت الحالة بالموت بسبب الاختناق.

تصل المركبات الكيمائية في مادة " الكول "  بعد استنشاقها سريعاً الى المخ وإلى الدورة الدموية و خلايا الجسم وأجهزته مما يسبب تلف الأعضاء التي تلامسها وخاصة في مستوى القصبات الرئوية والرئتين والكبد والكليتين والدماغ وجميع كريات الدم.
ولقد دلت التجارب العلمية، أن الأضرار التي تلحق بالبدن من جراء استنشاق هذه المواد السامة ، تتوقف بصورة عامة على نوع ومقدار المركبات المستهلكة   والحالة الصحية العامة وعمر المستهلك. وكذلك تلعب الحالة النفسية دورها.

وتلعب الصحبة والرفاق في الوسط المدرسي ، دورا هاما في التعاطي وتوفير الظروف الملائمة لهذا النوع من الإدمان. خاصة وأن كثيرا منهم يبالغ في وصف حالة النشوة التي وصل اليها لاستثارة الآخرين. وقد يكون للتجارب الأولى أشد الأخطار.. حتى إن بعض التقارير ذكرت كثيراً من الحوادث المفجعة التي انتهت بالموت.

وتبدأ فعلها أولاً بنوع من التنبيه والاستثارة الذي يولد إحساسًا بالنشوة بالإضافة إلى دوار مقبول ومستعذب وتستمر هذه الحالة من السكر تبعاً للمقدار المستهلك حوالي (15-45) دقيقة؛ ومن الممكن إطالة المدة إلى عدة ساعات إذا استمر استنشاق الأبخرة من وقت لآخر. وقد يحدث في هذا الدور لبعض الأفراد أن يفقدوا توازنهم وتختل عندهم الأفكار والآراء، ويضطرب إدراكهم للألوان والأصوات وأشكال الأشياء، ويصابون بنوع من الهلوسة في الرؤية أو السمع؛ أي أنهم يتوهمون رؤية بعض الأجسام أو يسمعون بعض الأصوات التي لا أصل لها.

وقد تقود هذه المركبات إلى آثار جانبية كالسعال الشديد وآلام الرأس  وإقياءات متكررة، وتخرش العيون والأنف والحلق. وكلما كان تركيز المركبات الكميائية عاليا في الخلايا الدماغية كلما تسارعت حالة النوم حيث ينتهي الأمر بفقدان الوعي. وحالما يعود إلى اليقظة يبدو عليه أنه ينسى كل ما حدث والآثار التي أصابته من جراء استهلاك هذه المركبات.

يؤدي إدمان هذه المركبات إلى ارتفاع قدرة التحمل من جراء ائتلاف عضوية البدن معها تدريجيًّا؛ مما يدعو إلى زيادة المقادير للحصول على الدرجة نفسها من النشوة والمتعة. وقد يصل الأمر ببعض الفتيان إلى أن يستهلكوا عدة عبوات من الصمغ في اليوم الواحد. وقد شوهدت حالات شغف شديد عند بعض الأطفال بهذه المركبات الخطيرة؛ وقد يصابون بحالات اضطراب شديدة عند حرمانهم منها.


إن تعاطي هذه السموم يؤدي إلى سلوك عدواني وأخلاق اجتماعية شرسة جدًّا. وقد تنعكس هذه الأخلاق على المرء نفسه فيقوم بأعمال طائشة قد تقضي على حياته.

وقد يفضي به الأمر للاعتداء على رفاقه وعلى أعز أصدقائه. كما تؤدي هذه السموم إلى عدم تناسق الحركات وفقدان حالات الحذر الطبيعية واضطراب الإحساس.

وقد ويبدو من متابعة الإحصاءات العلمية، أن أكثر المدمنين هم من أطفال المدارس الابتدائية والإعدادية الذين تتراوح أعمارهم  بين (8-16) سنة؛ وينتمون إلى مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتركز ذلك خاصة في أطفال العائلات المتفككة وغير المتزنة.

ومع الأسف لا تزال هذه المواد غير خاضعة للرقابة القانونية، ويمكن الحصول عليها في جميع المحلات التجارية بأسعار زهيدة في متناول مصروف جيب هؤلاء الأطفال.

خالد السقني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire