dimanche 22 juillet 2012

القيروان تغرق في الفوضى


القيروان تغرق في الفوضى

 إن المشهد الجديد لمدينة القيروان بعد الثورة أصبح مشهدا فوضويا بإمتياز وأصبحت الفوضى بمختلف أشكالها المنظم لحياة أهل هذه المدينة المغلوبة على أمرها...فبعد أن بلغ التسيب ذروته وانتشرت البناءات الفوضوية هنا وهناك استبشر أهل القيروان بإقدام البلدية على البدء في تطبيق قرارات الهدم ولكن سرعان ما توقف التنفيذ وعاد طوفان بناء "البراكات" والمنازل العشوائية بأكثر شراسة نظرا لإنتهاء فترة تكليف النيابة الخصوصية وانطلاق موسم الفوضى الإدارية وعودة فوضى الاعتصامات والإضرابات لعمال النظافة الذين أبوا إلا أن يجعلوا من مطالبهم سيفا مسلطا على رقاب أهل هذه المدينة وإرغامهم على ممارسة فوضى إلقاء الفضلات في كل ركن وفي كل شارع حتى أنك لم تعد تميز بين المناطق الخضراء ومصبات القمامة وأطلق بعضهم العنان لحيواناته الأليفة لتسترزق من هذه الفضلات فأصبحت لا تفاجئ وأنت تقود سيارتك بحمار أو حمارين أو قطيع من الماعز يعبر أمامك متبخترا فيخيل اليك لبرهة انك في الهند لا في عاصمة الأغالبة ولكن مهرجان الفوضى قد انطق فعليا بإعلان المفتى عن دخول شهر رمضان فتفاقمت ظاهرة الانتصاب الفوضوي لتبلغ ذورتها في بعض الطرقات والأحياء فتغلقها إغلاقا تاما كما هو شأن سوق الحجام وسوق الحدادين وسوق الرحبة وطريق حفوز ونهج صفاقس وحي محمد على والمنصورة والقائمة تطول وهو ما عمق في الفوضى المرورية واختناق الطرق الرئيسية بالسيارات المتوقفة يمينا وشمالا متحدية كل علامات المنع في غياب شرطة المرور وغياب الوازع الأخلاقي لعديد السائقين ممن يجهلون حق الطريق فأصبح المرور في شارع أبي زمعة البلوى صباحا أو مساء بمثابة تحد . طبعا الفوضى لم تستثنى حتى الطبقات المثقفة فقد شوهت جدران المدينة ومعالمها بمئات الملصقات التي تعلن عن مهرجان أو مسرحية أو معرض فني ...شئ أرى فيه كثيرا من التناقض والاستهتار وخلطا بين الجميل والقبيح  فاستباحة الجدران اصبحث ظاهرة خطيرة تتفاقم يوم بعد يوم بدون أن نحرك ساكنا وهذا مازالت  دائرة هذا المهرجان الفوضوي تتسع شيئا فشيئا وأخاله على هذه الوتيرة مغرقنا لا محالة وداخل بيوتنا أحببنا أم أبينا . فهل من ردة فعل توقف هذا الطوفان أم تراه قد فاتنا القطار وكتب على القيروان أن تكون المدينة الريف بجدارة واستحقاق؟
خالد السقني


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire