vendredi 1 février 2013

إحداث برنامج لتشخيص أسباب التأخر الدراسي والتحفيز على الطرق العلاجية بالمدرسة الإعدادية بيت الحكمة بالقيروان .



إحداث برنامج لتشخيص  أسباب التأخر الدراسي والتحفيز على الطرق العلاجية بالمدرسة الإعدادية بيت الحكمة بالقيروان 




 
إن أحد العقبات التي تواجه مؤسسات التعليم ظاهرة التأخر الدراسي وما قد يؤدي إليه من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية للفرد، تتمثل في تلك المشاعر المحبطة للتلميذ الذي يعاني من ضعف في تحصيله الدراسي من الناحية النفسية والاجتماعية، وتلك التكاليف والإمكانيات المادية التي تنفق من أجل الارتقاء بالتعليم، فكان من واجب الدول رعاية أبنائها جميعاً (المتفوقين والمتأخرين دراسياً) وتنمية قدراتهم، وتدريبهم على طرق التحصيل الجيد، ومنحهم أفضل الفرص للنمو العقلي والتربوي والاجتماعي والانفعالي لما في ذلك من أهمية خاصة في مواكبة التقدم العلمي.
فالتلميذ المتأخر دراسياً لا تقف سلبياته عند حد عدم استفادة المجتمع منه، ومن ثم التأثير على مراحل تطوره، وإنما ينعكس مثل هذا التأخر في جملة المشاعر والأحاسيس من قبيل الإحساس بالعجز واليأس واضطراب صورة الذات والإحساس بعدم الكفاية الفاعلة .. وكل هذه الجوانب من شأنها أن تعجل بالاضطراب على المستوى الذاتي للفرد( التلميذ).
من هذا المنطلق حاولت إحداث برنامج لتشخيص أسباب التأخر الدراسي بالمدرسة الإعدادية بيت الحكمة يشمل في مرحلته التجريبية 90 تلميذا من السنوات السابعة لديهم معدلات دون 10 من 20 في الثلاثي الأول.
البرنامج يتركز حول ثلاث مراحل أساسية :

المرحلة الأولي : مرحلة تشخيص أسباب التأخر الدراسي وضعف النتائج وذلك بالاستعانة ببعض أدوات التشخيص العلمية وهي :
أ - اختبارات الذكاء : فالذكاء يعرف بأنه القدرة على اكتساب الخبرة من العالم الخارجي، مما يزود قدرة التلميذ على التعلم ،علما بأن التلاميذ جميعا يختلفون بعضهم عن بعض بنسبة الذكاء، كاختلافهم في القدرة الجسمية سواء بسواء. وهذه الاختبارات تكشف لنا
1 ـ تعرفنا هذه الاختبارات إن كان تحصيل التلميذ متفقاً مع قدراته ،أم أن تحصيله أقل من ذلك، وإلى أي مدى ؟
2ـ تساعدنا على تقبل نواحي النقص ، أو الضعف ، لدى التلميذ، فلا نضغط عليه، ولا نحمله ما لا طاقة له به، فيهرب من المدرسة، ويعرض مستقبله للخراب.
3 ـ تساعدنا على تحديد نواحي الضعف التي يمكن معالجتها لدى التلميذ.
4ـ  توضح لنا الفروق الفردية بين التلاميذ، ولهذا الأمر أهمية بالغة جداً، لا يمكن لأي معلم ناجح الاستغناء عنها.
5ـ تساعدنا هذه الاختبارات على تحديد نواحي القوة والتفوق لدى التلميذ، والتي يمكن الاستعانة بها على معالجة نواحي الضعف لديه.
6ـ تساعدنا هذه الاختبارات على توجيه التلميذ الوجهة الصحيحة، فلا يكون معرضاً للفشل وضياع الجهود والأموال.
هذا الاختبار سيكون في شكل 60 سؤالا يتلاءم مع سن التلاميذ المستهدفين وتحدد صحة إجاباتهم نسبة الذكاء لدى كل منهم.

ب- اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي :
وهذه الاختبارات تكشف لنا عن ميول التلميذ ،ومزاجه ،ومشاكله الشخصية ،وهي لا  تعطينا إجابات محددة ،صحيحة أو خاطئة ،عن الأسئلة المطروحة ،والتي يطلب فيها من التلميذ الإجابة بما يشعر به ، بل تقيس جميع مظاهره الشخصية ،وهذا النوع من الاختبارات له أهمية بالغة بالنسبة لعمليتي التربية

والتعليم ، وذلك لأن المعلم لا يستطيع أن يربي تلاميذه التربية الصحيحة ، ويعلمهم بسهولة ويسر ،إلا إذا فهم كل تلميذ فهماً صحيحاً ،من حيث الميول ،والرغبات ،والمزاج،والتعرف على المشاكل التي يعانيها في البيت والمدرسة، ويعمل على تذليلها.
هذا الاختبار سيكون في شكل أسئلة تحدد ملامح شخصية التلميذ إضافة إلى مطبوعة سيقوم بتعميرها لمزيد التعرف على حقيقة الوضع الأسري والاجتماعي للتلميذ.
المرحلة الثانية : مرحلة تحليل المعلومات وتحديد عوامل و أسباب التأخر الدراسي وضعف النتائج ومن أهمها :
1 ـ العامل العقلي: كالتأخر في الذكاء بسبب مرضي أو عضوي.
2 ـ العامل النفسي:كضعف الثقة بالنفس ،أو الكراهية لمادة معينة ، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته لذلك التلميذ، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم.
3 ـ العامل الجسمي: ككون التلميذ يعاني من عاهة أو أي إعاقة بدنية ، على سبيل المثال .
4 ـ العامل الاجتماعي: ويتعلق هذا العامل بوضع التلميذ في البيت والمدرسة ،وعلاقاته بوالديه ،ومعلميه ،وأخوته ،وأصدقائه.
إن هذه العوامل كلها ذات تأثير مباشر في التأخر الدراسي لدى التلاميذ، وعلى ضوء دراستها نستطيع أن نعالج التلاميذ المتأخرين دراسياً والذين تثبت مقاييس الذكاء أن تخلفهم أمر غير طبيعي.
المرحلة الثالثة والأخيرة  : تحديد الطرق العلاجية للتلاميذ المتأخرين دراسيا :
يتحدد دور المدرسة  في تناول حالات التأخر الدراسي في ضوء المعلومات التي تلقى الضوء على طبيعة المشكلة والعوامل المسببة لكل حالة وأسلوب تنفيذها حيث أن التأخر الدراسي يختلف باختلاف الأسباب المؤدية إليه والعلاج يقوم أساسا على محو الأعراض وتحليل وتعديل الأسباب ومن الأساليب الفاعلة في علاج المتأخرين دراسياً ما يلي:



أولا : دور المدرسة تجاه التلميذ المتأخر دراسياً :
1-  كشف حالات التأخر الدراسي لدى بعض التلاميذ في وقت مبكر ، والتعرف على الأسباب واتخاذ الإجراءات الإرشادية اللازمة مبكراً .
2- الاعتماد على النواحي المحسوسة في التدريس وتقريب المعلومات المجردة للتلاميذ ليسهل الفهم .
3- توضيح أهمية العلم للتلميذ ودورة  في الحياة الدنيا والآخرة ، ومحاولة الارتقاء بطموحه
4- توجيه عناية الأساتذة إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم وتنويع طرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية وعدم إهمال الطلاب المتأخرين دراسياً.
ثانياً : دور الآباء في علاج التأخر الدراسي للأبناء:
1)  نشر الوعي بين الآباء خلال المناسبات التربوية لتوفير الجو الملائم لأبنائهم بهدف تمكينهم من الاستذكار وممارسة الهوايات المحببة لهم.
2) التأكيد على الآباء بضرورة احترام دعوات المدرسة للوقوف على مستوى أبنائهم الدراسي السلوكي
3) توعية الآباء بأهمية التعرف على أصدقاء أولادهم.

خالد السقني